نعــم لحكومــة المقاومــة والعدالــة والأمــن الإجتماعــي
د نسيب حطيط
يتعرض لبنان لضغوط ثلاثة، الإحتلال الإسرائيلي والعدالة المشوهة(المحكمة الدولية) والأزمة المعيشية من غلاء وانحسار في التقديمات المعيشية ،بالإضافة للهواجس والخلافات بين الطوائف والمذاهب تحت تأثير التضليل أو الطمع أو التدخل الأجنبي لإحداث الفتنة.
ويتساءل اللبنانيون الذين يقضون معظم أوقاتهم بسماع السياسيين أو يتحاورون سياسيا.. هل أن الحكومة المقبلة ستكون حكومة (نكد)سياسي أو حكومة(شلل)إداري أو حكومة بروتوكول أو حكومة إنجازات وجهود لإستنقاذ الوضع السياسي والأمني والإقتصادي من وضعه الصعب والخطير.
ومسؤولية8 أذار وحلفائها الجدد تتمثل بإعطاء مثال واضح في السلوك والأقوال بعيدا عن الخطابات والنظريات لتقدم نموذجا حكوميا يواجه على الجبهات الثلاثة.
- مواجهة العدو الإسرائيلي والحفاظ على معادلة الجيش والشعب والمقاومة.
- مواجهة العدوان الأميركي عبر المحكمة الدولية المشوهة، بالتزامن مع العمل لكشف حقيقة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كأولوية.
- معالجة الوضع الإقتصادي بشكل مدروس وهادئ وبسرعة وبدون تسرع أو إنفعالية تهز الإقتصاد ،فالناس تسأل عن ضرائب المحروقات وتسأل عن الكهرباء والماء والفساد والهيئات الرديفة من مجالس وهيئات ومؤسسات عامة للدولة،و التي تشكل دولة إلى جانب الدولة( لكن مراسلاتها ومحادثاتها بالإنكليزية لتأكيد الكفاءة والشفافية)!!.
والمقاومة التي دافعت عن لبنان وقدمت الشهداء والتضحيات والكلفة المالية والمادية الكبيرة عليها أن لا تسقط في أفخاخ السلطة وإغراءاتها المباشرة وغير المباشرة وواجبها حماية السلطة من الإنتهازيين والوصوليين الجشيعين الذين سيتحلقون حول السلطة والإدارة (كوجبة غذائية)لا يحرسها أحد، فيأكلون ليشبعوا ...وينسوا هموم ا الناس، فأولوية الحكومة صيانة العدالة وعدم إلغائها والإستمرار بالتحقيق وعدم إيقافه، ولتبدأ الحكومة دون تردد بإعدام عملاء إسرائيل ولتبدأ الإعدامات في 25 أيار عيد المقاومة والتحرير، ومن لا يحسم هذا الملف الوطني والواضح لا يمكنه الحسم في الفساد المادي أو شهود الزور.
على قوى المشروع الوطني أن تقدم رؤيتها وبرنامجها الإصلاحي الشامل السياسي والإقتصادي والإجتماعي كقوة حاكمة محترفة لا تعتمد على الأوراق والبرامج الحزبية المتفرقة أو المبادرات الفردية للوزراء حتى لا تجعل الجمهور العام مسرحا للتجارب الخائبة وحتى لا يتكرس القول أن المقاوم يعرف إطلاق النار ولا يتقن إتخاذ القرار على ممارسة السلطة الصالحة ،فالثورات لا تقوم لأجل الثورة والرومانسية بل للتغيير والإصلاح والتطور العلمي وحفظ الثروات وتطوير الإقتصاد.
على قوى8أذار وحلفائها ، ضبط تصريحات بعض الشخصيات المحسوبة عليها ،والتي يظن من يسمعها أنها تمسك بالملف النووي وإن أشارت لقلبت مجرى التاريخ وبشكل إستفزازي غير ناضج وغير مفيد للمشروع الوطني.
يجب التعامل مع فريق 14أذار بأنهم ليسوا أعداء أو غرباء، بل أخوة لبنانيون اجتهدوا ولم يقتنعوا بخطأهم المراهن على أميركا وحلفائها تحت واقع الخوف أو الهواجس أو الطموح المفرط لإحتكار السلطة بأي وسيلة، والواجب الوطني يدعو لطمأنتهم واحتضانهم وإبقاء الحوار معهم، وهذه رسالة الرساليين والصالحين والأنبياء حتى تستطيع قوى المقاومة والإصلاح من تحقيق أهدافها فإن الخطوة الأولى هي باختيار الوزراء المشهود لهم بالوطنية وبالكفاءة ونظافة الكف حتى يستطيعوا فهم المشاكل وتوصيفها وحلها ،وأن لا يكون الوزراء من النواب ،مما يؤثر على أدائهم النيابي أو الوزراي، وأن لا يكونوا من رجال الأعمال والوجهاء الذين يشترون المناصب من المرجعيات السياسية أو يفرضون من السفارات.
فإن على الحكومة المقبلة حسم الإجابات(بنعم)أو(لا)وعدم الإختباء وراء(لعم)وإتخاذ القرارات الواضحة غير الضبابية ،ليستطيع جميع اللبنانيين المساهمة في حفظ لبنان وحمايته وتطويره.
صحيح أن لبنان ليس جزيرة معزولة عن العالم ليقررمصيره بيده فقط ،ولكن الأكثر صحة بأن لبنان ليس ورقة تتقاذفها الرياح أو مركبا تتقاذفه الأمواج براكبيه.
قليل من الثقة بالنفس، وكثير من العقلانية والوطنية كفيلان بحماية لبنان أكثر من الحماية الأميركية الخاوية والخادعة.